Thursday, Mar 28th, 2024 - 12:09:40

Article

Primary tabs

خاص برايفت ماغازين - رئيس بلدية كيفون المهندس علي داغر: البيئة والشباب على رأس أولوياتنا

التحديات كبيرة ... لكن عزيمتنا أقوى
بلدةٌ تاريخية عريقة من بلدات جبل لبنان الشامخ التي إستحقت عن جدارة لقب عروس المصايف بعدما تمكّنت من جذب السواح من مختلف أنحاء البلاد ودور العبادة ليتمتّعوا بجمال طبيعتها ومناظرها الفاتنة. هي كيفون أرض الكرم والضيافة، هي كيفون أرض الأصالة التي تحتضن قصوراً وبيوتاً تقليديّة تتوّجها سقوفاً قرميدية مضيئة حوّلتها إلى لوحة فنيّة نموذجية. ولأنّ أهل كيفون يدركون أهميّة النِعم الطبيعية التي أكرم الله بها البلدة، كان لا بدّ لهم من إختيار أفضل الكفاءات للإعتناء ببلدتهم، فكان المجلس البلدي وعلى رأسه المهندس علي داغر الذي تمكّن من تحقيق نهضة تنموية شاملة تستحقّ التوقف عندها. فخلال سنتين ونصف السنة من العمل الجدّي، حقّقت البلدة إنجازات نوعيّة ووجدت حلولاً لمشاكل متراكمة لا سيّما على مستوى الخدمات والبنى التحتية الأساسيّة. أسرة مجلتنا جالت في كيفون وإلتقت رئيس بلديّتها المهندس المخضرم علي داغر الذي وضعنا في صورة الورشة التنموية التي يقودها بالإضافة إلى المشاريع المستقبلية التي من شأنها أن تدفع البلدة نحو المزيد من الـتألق والتقدّم. في ما يلي أبرز ما دار في اللقاء الحواري.

- في البداية، كيف تعرّفون القرّاء على هذه البلدة الجميلة؟
أهلاً بكم في كيفون التي يرمز إسمها للنقش المطبوع بالصخر حسب اللغة السريانية القديمة، لكن بالنسبة للتفسير العربي فهي تعني تكييف بمعنى الهواء الجميل. بلدتنا تبعد عن العاصمة بحوالي 17 كلم، أما إرتفاعها عن سطح البحر فيتراوح بين 800 و860 متراً. تعتبر كيفون بلدة إصطياف بإمتياز حيث كانت تزورها أهمّ وأرقى الشخصيّات من سياسييّن ورجال دين من لبنان والخارج بالإضافة إلى أمراء خليجيين وغيرهم من الذين جعلوا كيفون مقصداً أساسيّاً لهم نظراً لقربها من العاصمة وأيضاً بسبب طبيعتها الخلاّبة، إذ هي تضمّ تلةً مطلة كاشفة بالإضافة إلى حرج الصنوبر المشهور. للأسف غزا العمران أكثرية المناطق، واليوم نحن نحاول أن نحافظ على المساحات الخضراء قدر المستطاع، وبالفعل فقد تمكّنا من المحافظة على تصنيف بعض المناطق - لا سيّما تلك التي تقع في الوادي - كمناطق زراعية بهدف الحفاظ على التوزان البيئي في البلدة، ومؤخراً أيضاُ قمنا بتصنيف عدة مشاعات كمحميّات طبيعية بالتعاون مع جمعية المحافظة على الطبيعة (SPNL) التي حققت إنجازاً كبيراً على مستوى لبنان بعدما تمكّنت من تصنيف 10% من مساحاته كمحميّات علماً بأن رئيسها هو الأستاذ أسعد سرحال ابن البلدة، وقد وقعّت بلديّتنا إتفاق تعاون مع الجمعية يهدف إلى نشر التوعية البيئية، بالإضافة إلى دعم عنصر الشباب «حماة الحمى» وبناء قدراته على الحفاظ على الإرث الطبيعي.

- بماذا تشتهر كيفون؟
بالإضافة إلى مناخها المعتدل وموقعها الجغرافي المميّز، تشتهر البلدة بكرم الضيافة، وكذلك بزراعة الزيتون والتين، للأسف تراجع هذا القطاع اليوم، حيث باتت الزراعة تقتصر على المجهود الشخصي وذلك بسبب توجه الناس نحو الإختصاصات رغم أن العديد من أهل البلدة حاولوا إستصلاح أراضيَهم من جديد إلّا أنّهم إصطدموا بغياب الوزارات عن هذا الموضوع. هذا وتتميّز كيفون بحديقتها العامة النموذجية على إمتداد 1400 متراً مربعاً، التي أعدّ تصميمها ودراستها طلاّب قسم Landscape في الجامعة الأميركية في بيروت والتي إفتتحت الصيف الماضي، وهي بالمناسبة فكرة ناجحة جدّاً لاقت ترحيباً كبيراً وسط أهالي البلدة والقرى المجاورة.

- ما هي أبرز معالم البلدة؟
تعتبر قلعة الحصن الأثرية أحد أبرز معالم البلدة التاريخية التي تعاقبت عليها حضارات وشعوب عديدة منهم التنوخيون والرومان، للأسف دمرّت الحرب الأهلية 80% من القلعة فيما نسعى للمحافظة على ما تبقى منها، علماً أن مديريّة الآثار إستملكتها في العام 2004، حيث وضعت يدها على العقار القائم على القلعة. اليوم تسعى البلدية جاهدةً لاستملاك العقار الملاصق لها من أجل حمايتها وإننا نسعى مع الوزارات المعنيّة ولا سيّما وزارة الثقافة بهذا الموضوع، وهناك بوادر إيجابية علماً أنّ الأبحاث التي أجريت أكدت وجود آثار في تلك الأراضي، وفي حال تمّ الإستملاك سيكون ذاك المعلم مصدر جذبٍ للعديد من السوّاح لأنها منطقة رائعة ومطلة على بيروت.
هناك منطقة أخرى مميّزة في البلدة وهي منطقة الوادي التي نصرّ على إبقائها منطقة زراعية، فجزء من هذا الوادي هو أثري أيضاً حيث كان شاهداً على معارك تاريخية، إنما الحرب الأهلية قضت أيضاً على غالبية معالمه وآثاره من نواويس ونقوشات، لكن المشكلة الكبرى التي واجهتنا هي التلوّث الكبير الذي كان يعاني منه هذا الوادي والتي سنتحدث عنها لاحقاً.

- بالحديث عن المشاكل، ما هي أبرز التحديات التي واجهتكم في إطار عملكم البلدي؟
المشكلة الأولى الأساسيّة التي كنا نعاني منها هي مشكلة المياه، فنحن نتغذّى من مياه نبع الباروك الذي يشحّ في فصل الصيف فتنقطع المياه لأيّامٍ عديدة، فيما عدد السكان خلال هذا الفصل يقارب الـ 6500 نسمة في حين يتدنى في الشتاء لـ 3000 نسمة. من هنا، كان أوّل تحديّاتنا يكمن في تأمين المياه، وبالفعل بعد تسلّمنا مهامنا بـ 4 أشهر، أطلقنا خطة علميّة للتنقيب عن مراكز المياه في البلدة، لأنه وعبر السنوات السابقة قامت البلديّات المتعاقبة بحفر 25 بئراً إرتوازياً إنما لم نتمكّن من إستخراج المياه، لذلك إتجهنا نحو خطة علميّة مستعينين بإختصاصيين في هذا المجال، فتمكّنا من تحديد موقع للمياه في الوادي، ونشكر الله لأن المياه كانت وافرة جدّاً، فقامت مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان مشكورةً، بحفر بئراً إرتوازياً وتم تمديد شبكة مياه من الوادي باتجاه خزان البلدة. المشروع أنجز إنما ما ينقصنا هو موّلداً كهربائياً بقوّة 600KVA نعمل على تأمينه، علماً بأن تكلفة المشروع بلغت مليار ونصف المليار ليرة لبنانية.

- في مجرى حديثكم، ذكرتم موضوع تلوث الوادي، كيف عالجتم الأمر؟
تلوث الوادي سببه ثلاثة مصادر رئيسيّة، أوّلها مجاري البلدة، ثانيها النفايات التي ترمى به عشوائياً، وثالثها المعامل وترسبّاتها التي تصبّ في الوادي علماً بأن وضع هذه المعامل هو غير قانوني بالأساس. في إطارمعالجتنا للسبب الأول إستطعنا وبالتعاون مع وزارة الطاقة والمياه من الإنتهاء من تنفيذ مشروع تحويل كافة مجاري البلدة بإتجاه أحواض ترسيب بعيدة عن الوادي علماً بأن تكلفة المشروع بلغت 450 مليون ليرة. أما إزالة النفايات ومعالجتها فقد تبنّت البلدية هذا الملّف بتكلفة 150 مليون ليرة. كان لدينا مصدر تلوث وحيد في الوادي وهو المعامل، وقد تابعنا هذا الموضوع مع وزارة الصناعة والبيئة وتمّ إقفالها. ونحن كبلديّة إتخذنا قرارنا النهائي الذي يقضي بعدم وجود أي منطقة مصنفة كمنطقة معامل أو مصانع.

- كيف تقيمون وضعكم على الصعيد المالي، وهل تكفيكم العائدات لتنفيذ المشاريع المطلوبة؟
لا شكّ بأن إستكمال الخدمات والبنى التحتية في كيفون يتطلب إيرادات وهنا نصل إلى التحدي الأكبر. مع الإشارة إلى أنّنا تمكنّا كبلدية من رفع ميزانيتنا المالية حيث عززنا الجباية وقمنا بتنفيذ مشاريع منتجة نجحنا من خلالها في تأمين أموال إضافية، لكن إستكمال مشاريع البنى التحتية وتنفيذ مشاريع جديدة مثل مشروع تجميل مداخل البلدة وتنفيذ مشروع المنشآة الرياضية فتحتاج إلى تمويل، ونحن نسعى لإيجاد هذا التمويل من خلال الجهات المانحة وغيرها من المنظمات الدولية.

- هل لاستقلاليتكم السياسية إنعكاسات سلبية أم إيجابية على عملكم البلدي؟
في الحقيقة أنا أرى بأن رئيس البلديّة الناجح يستطيع أن يتعاطى مع جميع الأطراف، للأسف الإنماء في بلادنا بات يعتمد المعايير السياسيّة ولأغراضٍ إنتخابية، ولو كان غير ذلك لما كانت هناك مشاكل في جميع القرى والبلدات.

- هل من جهة سياسية دعمتكم للوصول الى رئاسة البلدية؟
جميع الجهات دعمتني وكذلك حظيت بدعم أبناء البلدة بنسبة 90%، علماً بأن الترشح لم يكن في نيّتي لكن نزولاً عند رغبة الأهالي وثقتهم التي أقدرها جدّاً قررت خوض هذه التجربة.

- كيف تصفون الأجواء داخل المجلس البلدي؟
نحن فريق عمل متجانس يعمل بجديّة وروحٍ مسؤولة من أجل إيجاد الحلول لمختلف القضايا والملفات العالقة، علماً بأن العمل في المجلس يتوّزع على عدّة لجان، وإسمحوا لي أن أوّجه تحية تقدير للأعضاء الذين يتمتّعون بكفاءات إستثنائية كالأستاذ مالك سرحال على رأس لجنة الأشغال الذي نعتمد عليه لتنفيذ ومتابعة المشاريع. فأنا من الأشخاص الذين يؤمنون بالعمل الجماعي، وأعتبره سرّ نجاح العمل البلدي.

- ماذا ينقص كيفون بعد؟
البلدة تحتاج إلى العديد من المشاريع مثل إعادة تأهيل الطرقات، إستكمال مدّ شبكات صرف الصحي الداخلية، تنفيذ الخطة التجميلية والمنشآة الرياضية، هذا وتحتاج البلدة إلى شبكة أرصفة كاملة مع إنارة. نحن نسعى لتنفيذ كلّ ما ذكرنا. مع التذكير بأننا أنجزنا خطة الـ 6 سنوات التي وضعناها قبيل الإنتخابات البلدية في خلال سنتين ونسعى اليوم لخطة جديدة ومشاريع جديدة، فعملنا مؤسساتي وحتى لو عجزنا عن إستكمال كافة المشاريع الموضوعة، يستطيع من يخلفنا إستكمال ما بدأنا به لأن الدراسات أنجزت.

- ألا تفكرون في الترشح مرّة أخرى؟
هذا الأمر يرتبط بأهل البلدة.

- هل تمكنتم من إدخال المكننة إلى عملكم البلدي؟
المكننة مهمة جدّاً وهي واجب علينا، نحن أسسنا موقعاً إلكترونياً خاصاً بالبلدية كما أصبح لدينا صفحات على شبكات التواصل الإجتماعي وهي من الإنجازات المسلّم بها طبعاً، كذلك أطلقنا الأرشفة الإلكترونية.

- كلمة ختامية...
أشكركم جّدا على هذا اللقاء، وأتوجه إلى أهلي في كيفون لأقول بأن أمامنا العديد من التحديات لعلّ أهمها الموضوع البيئي ونحن سنسعى لتوحيد المسطحات العمرانية وواجهات الأبنية لتتماشى مع المخطط التجميلي، ولشباب كيفون مكانة واسعة في قلبنا، فهمومهم هي هاجسنا ونسعى لمساعدتهم قدر المستطاع من خلال الرياضة ومن خلال خلق فرص عمل في بلدتنا أو البلدات المجاورة..

Back to Top