Tuesday, Mar 19th, 2024 - 10:28:38

Article

Primary tabs

خاص برايفت ماغازين - رئيس بلدية زرعون رمزي ضو: المشاريع جاهزة.... بإنتظار التمويل

هناك وسط غابات الصنوبر وأحراج السنديان الشامخة... هناك حيث ينسّم الهواء العليل ملطفاً العقول ومهذباً النفوس...هناك حيث الطبيعة ترتدي أجمل حللها... هناك حيث السماء تحاكي الأرض في لوحة أرادها الخالق إستثنائيّة... نعم هناك تقع زرعون، القرية المتنية الأصيلة التي عرفت كيف تحافظ على تقاليد الجدود من دون الإنزلاق في نفق التقوقع والإنغلاق.
زرعون ورغم صغر مساحتها، إستطاعت أن تحجز لنفسها مكانةً بين جاراتها، وهي اليوم تسير في نهضةٍ إنمائيّةٍ ثقافيّةٍ إجتماعيّةٍ متكاملة يقودها مجلس بلديّتها بشخص رئيسه الأستاذ رمزي ضو. فالأخير، يحرص على أن تكون التنمية شاملةً لأنه يؤمن بأن النجاح والإزدهار لن يتحققا إلا بتوافر وتكامل جميع العناصر بدءاً من بعد النظر في التخطيط وصولاً إلى التنفيذ الدقيق. أسرة مجلتنا جالت في زرعون وتفقدت الأعمال والمشاريع التي طرأت على البلدة وكان لها هذا اللقاء مع رئيس البلديّة الأستاذ رمزي ضو.

- كيف تعرّفون عن هذه البلدة الجميلة؟
زرعون هي إحدى القرى الصغيرة في المتن، علماً بأن البلدة هي الأقدم تاريخياً إذ يتجاوز عمرها الـ 1100 سنة، وهي كانت أيضاَ مركز «مشيخة» خلال عهد الإقطاع. مساحة البلدة تبلغ حوالي كلمتراً مربعاً واحداً ويقال أنه في السابق كانت تمتدّ من زحلة إلى ضبية، أمّا إرتفاعها عن سطح البحر فيتراوح بين 1000 و 1100 متراً. عدد أهالي زرعون يقارب الـ 1500 نسمة يتوّزعون على عائلتين رئيسيّتين هما ضو وزيد، مع الإشارة إلى أن نصف الأهالي أو أكثر حتى، يقطنون خارج البلدة التي تتميّز بموقعٍ جغرافي حيويّ على إعتبار أنها مواجهة للشمس ولديها طبيعة غنيّة وجميلة جدّاً.

- بماذا تشتهر هذه البلدة؟
زرعون تشتهر بأشجار الصنوبر والسنديان التي تزيّن أحراجها، وكذلك تشتهر بزراعة الزيتون الذي تنتج منه زيتاً عالي الجودة، لكن للأسف شهدت هذه الصناعة تراجعاً ملحوظاً بفعل تكلفتها المرتفعة. وإلى جانب الزيتون هناك أشجار الفاكهة الصيفيّة المثمرة كالتين والدرّاق ودوالي العنب إنّما هذه الزراعات إنحسرت أيضاً رغم توافر المياه في البلدة.

- إلى ما ترمز تسمية زرعون؟
اسم زرعون سرياني الأصل ويشير إلى الزراعة التي كانت أحد أهمّ سمات البلدة.

- ما الذي دفعكم وشجعكم على خوض هذه التجربة في بلدة صغيرة نسبياً؟
في الحقيقة لم يكن هذا الموضوع في نيّتي على إعتبار أننّي من الأشخاص «البيتوتيين» المتعلقّين بالعائلة والمنزل، غير أن محافظ منطقة الجنوب منصور ضو، وهو بالمناسبة إبن زرعون وصديق مقرّب لي، إقترح علي الفكرة، في البداية رفضت لأنني أعتبر ان الإنتخابات تؤدي حكماً إلى حصول إنقسامات داخل البلدة، والتجارب في هذا السيّاق لا تشجّع، وقلت حينها أنّه في حال تمّ الوصول إلى التذكية فحينها وفقط سأخوض التجربة، وبالفعل لقد بذل سعادة المحافظ مجهوداً كبيراً ونجح في مسعاه..

- ما هي أبرز الأعمال والمشاريع التي قامت بها البلدية؟
لقد عملنا على تنفيذ العديد من المشاريع، مثل تجميل وتحسين مداخل البلدة وإنجاز مشروع إقامة أرصفة للمشاة بطول 400 متراً ترافق مع أعمال تدعيم طالت الجدران بالإضافة إلى تأهيل عددٍ من الطرقات الفرعية وصيانة أقنية تصريف المياه وغيرها من الأمور الأساسية. اليوم نحن بصدد التحضير للمبنى البلدي الجديد الذي تُقدّر كلفته بنحو 450 ألف دولار، علماً أن تنفيذ هذا المشروع يتطلّب مدّةً لا تزيد كثيراً عن سنة إنما المشكلة كالعادة تكمن في التمويل ونحن نعمل على معالجة الأمر، مع الإشارة إلى أن ملكيّة الأرض التي سيقام عليها المبنى تعود للوقف الدرزي.

- وما هي طموحاتكم؟
عادةً ما يكون لرئيس البلديّة طموحات كبيرة، إنما وضع البلد يحدّها للأسف. نحن لدينا عدّة مشاريع، مثل مشروع تمديد شبكة صرف صحي وغيرها من مشاريع البنى التحتية إنّما العائق المالي هو المشكلة التي تواجهنا، فنحن على سبيل المثال إصطدمنا لا بل صُدمنا بتلكفة رفع النفايات المرتفعة جدّاً والتي لا تزال تقتطع من عائدتنا لشركة سوكلين والتي للأسف لم نفهم طريقة إحتسابها ولا المعايير التي قامت على أساسها.

- هل تعانون من مشكلة النزوح السوري؟
نعم إنها مشكلة كبيرة جدّاً، لكن نحن ننظر إليها من عدّة اتجاهات إذ هي تفيد أهل البلدة بمكان من خلال الإيجارات التي يدفعها هؤلاء النازحون لا سيّما بالنسبة للذين ليس لديهم مداخيل، رغم أن لهؤلاء أعباء كبيرة على شبكات البنى التحتية، علماً بأنه حين أقدمنا على فرض رسومٍ عليهم، صدر تنبيهاً من وزارة الداخلية والبلديّات حول رفض مثل هذا الإجراء، فنحن كبلديّات لا يحقّ لنا وفق القوانين فرض رسوم من هذا النوع.
من جهة أخرى، نحن قمنا باتصالات مع المنظمات الدولية المعنيّة بهذا الملف من «يونيسف» ومنظمة «أفسي» الإيطالية وأوضحنا لها بأنها تساعد النازحين من دون تقديم أي مساعدة للبيئة الحاضنة الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى نفور بين السكان وهؤلاء النازحين، وبعد إتصالات مكثّفة توّصلنا إلى إتفاق مع منظمة اليونيسف يقضي بفتح مدرسة للأطفال النازحين على أن تقوم البلدية بتأهيلها شرط أن يكون جميع الموظفين فيها من البلدة، في البداية تمّ رفض الأمر ولكن أمام إصرارنا تمّ فتح المدرسة واستطعنا تأمين 13 فرصة عمل لأبناء البلدة، لكن التمويل سرعان ما توّقف وتمّ إقفال المدرسة.

- كيف هي العلاقة مع وزارة الوصاية؟
هناك تعاون مع وزارة الداخلية، فهي تسهّل المعاملات ولا تتأخر في تلبيتنا.

- هل من نشاطات صيفية معينة؟
نعم هناك نشاطات صيفيّة نقوم بها، فنحن بلدة غالبية سكّانها هم من الدروز وبالتالي نحتفل بعيدٍ وحيد وهو عيد الأضحى، وللمناسبة ننظمّ إحتفالاً «على قدّنا» يتخلله «كرميس» وألعابٌ للأطفال بالإضافة إلى نشاطات ترفيهية متنوّعة، كما نقوم بإحتفالٍ آخر بين عيدي الميلاد ورأس السنة. السنة الماضية أقمنا احتفالاً ضخماً لمناسبة عيد الطفل إنّما لم نكرّر التجربة نظراً للتكلفة المرتفعة .

- كم هوعدد شرطة البلدية؟
المعايير تفترض بأن يكون لدينا 4 شرطيين، إنما نحن لدينا شرطياً واحداً نظراً للتكلفة غير القليلة التي تتكبدّها البلديّة، علماً بأن عناصر شرطة البلدية وفق القانون يعتبرون جزءاً من القوى المسلحة اللبنانية، غير أن تلك القوى لا تعترف بهذا الامر.

- هل إستقلاليتكم السياسية تساعدكم في عملكم أو تشكّل عائقاً أمامكم؟
في الحقيقة يوجد حزبان كبيران في البلدة وهما الحزب التقدمي الإشتراكي والحزب القومي السوري الإجتماعي وأؤكدّ بأن الحزبين لم يتدخلّا في الإنتخابات البلديّة على الإطلاق، وبالنسبة لي فلا مشاكل لديّ مع أحد، وأستطيع أن أقرع باب الجميع من دون حرج، فأنا أعمل لمصلحة بلدتي في نهاية المطاف.

- كلمة أخيرة....
أشكركم على هذا اللقاء على أمل أن يصل صوتنا إلى حيث يجب، وعلى أمل أيضاً أن تحمل هذه السنة حلولاً جديّة للمشاكل التي نعاني منها لا سيّما نحن كبلدات صغرى.
يـــــارا رســــتــم

Back to Top