Tuesday, Mar 19th, 2024 - 07:21:37

Article

Primary tabs

المختارة جوزيان خليل: المخترة ليست حكراً على الرجال

إنسانة إذا حادثتها إكتسبت منها وإذا عاشرتها أعطتك القوة والدفع. إنها ليست حزورة أو ما شابه بل هي المختارة جوزيان خليل بكل ما تحتويه هذه المرأة الفريدة من نوعها الواثقة التي تتمتع بشخصية وحضور آخر. فالمختارة أي شيء قررت القيام به فهي حتماً ستحصد نتيجة مذهلة لأنها سيدة أعمال ناجحة، مصممة أزياء مبدعة وهي التي درست تصميم الأزياء في «Collège artistique de la mode modern, C.A.M.M» معهد شويتر وديفيد أبي خليل، ثم عادت وسافرت الى فرنسا وتدرّبت في معهد «S.Mode» وهي جامعة معروفة عالمياً. ثم عملت كمساعدة أولى مع المصمم إيلي صعب، عادت لتفتتح مؤسستها الخاصة للأزياء «J.K» فلبس من أزيائها كل من نانسي عجرم، يارا، ميريام فارس، وغيرهم من النجوم. وأيضاً هي مختارة أثبتت أن المخترة ليس حكراً على الرجال فقط لا بل النساء أيضاً يستطعن النجاح والتحليق في هذا المجال، لأنها ترى بأن المرأة الناجحة يجب أن تحافظ على أنوثتها ولكن بشرط أن تفكّر بعقليّة الرجل وإليكم هذا الحوار المتميّز والعفوي مع المختارة الشابة جوزيان خليل.

 منصبك كـ «مختارة» ألا تعتبريه تعدي على الرجل؟
تواجه المرأة اللبنانية الكثير من التحديات والصعوبات للقيام بهذه المهمة «المخترة»، فالمجتمع اللبناني ذكوري، وعادةً يبدي الرجال الكثير من الإستعداد لدعم المرأة طالما هي تهتم بشؤون المنزل والعائلة ولكن عندما تتعدّى ذلك نحو الشأن العام تصطدم بالمعارضة والرفض من قبل الرجل. فأنا طبعاً لا أتحدى الرجل لكن أقول للناس والمجتمع أننا موجودين ونستطيع إثبات ذاتنا بأي مهنة أردنا ممارستها.

 ما الذي دفعك للدخول الى هذا العالم؟
بعد وفاة شقيقي المختار «إلياس فارس خليل» في العام 2009، وبعد أن كان يفصلنا عن موعد الإنتخابات حوالي سنة ونصف سنة بدأ المرشّحون يطرحون أنفسهم على أنهم محسوبون على «آل خليل» وهم بمعظمهم ينتمون الى تيارات سياسية مختلفة، علماً أن عائلتنا محايدة وليس لها صفة حزبية، هذا الأمر إستفزّني شخصياً، فترشّحت للمخترة مقابل 17 مرشحاً من الذكور لمنصب 3 مخاتير في الضيعة وأنا الأنثى الوحيدة، وحظيت بدعم كامل من كل أفراد عائلة والدي ووالدتي بالإضافة الى دعم رئيس البلدية الريّس نهاد نوفل.

 ما هي أهم الإنجازات التي حقّقتها في عهدك؟
أقولها وبكل تواضع لقد نجحت في المخترة كوني إمرأة ذكية، قوية، تقبل التحدّي. ولنعود في التفصيل، إستطعت تعزيز رابطة مخاتير كسروان التي تضمّ 88 مختاراً من أصل 90، أدخلت الكثير من التحديث على الرابطة وعلى عمل المخاتير. فسافرت الى فرنسا ونسّقت مع بلدية «Mai Maison» للإستفادة من خبرتها ووضعنا خطة تعاون ولكن للأسف تمّت عرقلتها من قبل أحد الوزراء. كما أجريت دورة تدريبية للمخاتير (أعضاء الرابطة) على إستخدام الكمبيوتر ووسائل التواصل الإجتماعي لتوفير الوقت وتسهيل الإتصالات. كذلك أدخلت المكننة الى وسائل عمل وسجلات المخاتير وغيرها وأصبح عملنا حديث حيث إستغنينا عن السجلات الورقية.

 هل لديك النية في الترشّح في الدورة المقبلة؟
لا، فالطريق للنجاح طويل وصعب وهو يحتاج الى 10 مخاتير وليس فقط 3. ولكن أودّ أن أشير هنا الى أن بعد خبرتي أفضل إنتخاب مختار متقدّم في السن وليس من الشباب لأن عمل المخترة يحتاج ويتطلّب الحكمة والرويّة والحنكة.

 حاولت تطوير عمل المخترة من خلال تعاونك مع بلدية Mai Maison, ما هي العراقيل التي واجهتك؟
إستطعت الحصول على أمور إيجابية عديدة منها مساعدات حالية وغيرها من الأمور وهذا كله يصبّ في خانة تطوير بلدتي ذوق مكايل ولكن كما سبق وذكرت فإن معالي الوزير عرقل المشروع بسبب قضية خاصة له تتعلق بنقل النفوس والذي بدوري رفضت إمضاءها. وبعد فترة إستقالت الوزارة وتغيّر الوزير واستلم الوزير نهاد المشنوق الوزارة ويمكن أن يحرّك الموضوع مجدداً.

 هل يحقّ للمختار أن يوقّع معاملات لأشخاص من غير منطقته؟
القانون يسمح بذلك، وفي الواقع إن ذلك يسهّل أمور الناس لأن من يسكن في الذوق وهو من أبناء مناطق بعيدة وليس لديهم منزل في مناطقهم الأصلية، كيف لهم أن يحصلوا على إفادة سكن مثلاً. إذاً إن عملنا يهدف الى تسهيل أمور المواطنين في أي منطقة كانوا.

 من الناحية القانونية أيحق للمختار تقاضي أتعابه لقاء تسهيل أمور المواطنين؟
في الواقع لا يحق للمختار تقاضي أية أتعاب لقاء توقيعه على المعاملات الخاصة بالمواطنين، تحت طائلة التعرّض للملاحقة.

 هل تفضلين لقب مختار أو مختارة؟
بالطبع أنا أصرّ على لقب مختارة وعلى تاء التأنيث، فهذا الأمر مشرّع في باريس ولكنه مرفوض في مجتمعاتنا العربية، بادرت الى طلب إعتماد لقب مختارة للأنثى، فأنا أول إمرأة في الدولة اللبنانية حصلت على الختم بعد موافقة وزير الداخلية حينها زياد بارود.

 إذا لم تترشحي مرة جديدة للمخترة ألا تعتبرين أنك تضربي بعرض الحائط جميع إنجازاتك؟
كلا، فأنا أسّست وثبتت هذه الإنجازات ولا أظن أن أحداً سوف يعيد عقارب الساعة الى الوراء. وإذا ترشّحت أنثى لهذا المركز سوف أدعمها مع العلم أنّ المرأة ليست بحاجة الى دعم إذا توفرت لديها الشروط المطلوبة للعمل في الشأن العام. وعلى كل حال أنا أنادي بتأسيس جمعية لدعم الرجل لكي يتقبّل المرأة. وإذا أخذنا كسروان فهناك 35 إمرأة يردن الترشح لإنتخابات المخترة من بعدي وهذا دليل نجاح المرأة في هذا المضمار. وتجربة المختارة في صور هي برهان آخر على نجاحات المرأة.

Back to Top