Saturday, Mar 30th, 2024 - 06:05:23

Article

Primary tabs

الشيخ علي زين الدين: وجدت العرفــان بدعـم مـن الزعيـم كـمــال جنبـلاط

لخدمة الدين والمجتمع ندر نفسه ، فكان الرجل المناسب في المكان المناسب، في حديثه وقار وفي نظرته حكمة ودراية ، مناضل في سبيل نصرة الخير العام ومدافع بقوّة عن المظلومين والفقراء. وتختلف كل المقاييس والموازين عند التحدث عن قامته في عالم الدين والمعرفة والإنسانية وتنقلب كل الحسابات والمعادلات عند ذكر إسمه، مثقف من الدرجة الأولى، واضح وصريح  الى أقصى الحدود، يهوى تحدي الذات وليس تحدي الآخرين، مرّ على دروب تحمل المسؤولية فأصبحت المسؤولية  مصطلح يتصدر العناوين  العريضة لأبواب حياته، إنه الشيخ علي زين الدين بهذا اللقاء المميّز:
- هل‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تعرفنا‭ ‬على‭ ‬مؤسسة‭ ‬العرفان؟
العرفان‭ ‬إسم‭ ‬لامع‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬التربية‭ ‬الدينية،‭ ‬فهي‭ ‬مؤسسة‭ ‬دينية،‭ ‬تربوية،‭ ‬صحية‭ ‬وإجتماعية‭ ‬وهي‭ ‬ناشطة‭ ‬تُعنى‭ ‬بشؤون‭ ‬المجتمع‭ ‬وتتعاطى‭ ‬معالجة‭ ‬مشاكله‭ ‬وهمومه‭ ‬وأزماته‭. ‬
تضم‭ ‬5000‭ ‬طالب‭ ‬،‭ ‬بدأنا‭ ‬العمل‭ ‬عام‭ ‬1971‭ ‬إنطلاقاً‭ ‬من‭ ‬السمقانية‭ ‬حيث‭ ‬أنشأت‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬ثم‭ ‬تلتها‭ ‬مدرسة‭ ‬في‭ ‬رويسات‭ ‬صوفر،ضهر‭ ‬الأحمر،حاصبيا‭ ‬وأخيراً‭ ‬الشحار‭ ‬الغربي‭.‬
 
-‭ ‬كيف‭ ‬ولدت‭ ‬فكرة‭ ‬إنشاء‭ ‬مؤسسة‭ ‬العرفان؟
الفكرة‭ ‬وُلدت‭ ‬بمبادرة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬مشايخ‭ ‬الطائفة‭ ‬الدرزية‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬الزعيم‭ ‬الراحل‭ ‬كمال‭ ‬جنبلاط،‭ ‬وانتقل‭ ‬واستمر‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬مع‭ ‬الزعيم‭ ‬وليد‭ ‬جنبلاط‭.‬
 
-‭ ‬هل‭ ‬تعتبر‭ ‬مؤسسة‭ ‬العرفان‭ ‬مدرسة‭ ‬خاصة‭ ‬تجارية؟
ان‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬هي‭ ‬مؤسسة‭ ‬خيرية،‭ ‬لا‭ ‬تبغي‭ ‬الربح‭.‬
ويدير‭ ‬المؤسسة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬وتنقسم‭ ‬إدارتها‭ ‬الى‭ ‬هيئتين‭: ‬
الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬وتضم‭ ‬25‭ ‬شخصية‭ ‬دينية‭ ‬مرموقة‭ ‬وهي‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬سياسة‭ ‬المؤسسة‭ ‬وترعى‭ ‬شؤونها‭.‬
الهيئة‭ ‬الإدارية‭ ‬وتتألف‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬اشخاص‭ ‬تعينهم‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬وهم‭ ‬خبراء‭ ‬إداريون‭ ‬يقومون‭ ‬بكافة‭ ‬الأعمال‭ ‬الإدارية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬والتي‭ ‬ترعى‭ ‬شؤون‭ ‬الطلاب‭.‬
 
-‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أهداف‭ ‬مؤسسة‭ ‬العرفان؟
بدأنا‭ ‬بتوسيع‭ ‬نشاطاتنا‭ ‬العلميّة‭ ‬بالإتجاه‭ ‬نحو‭ ‬التعليم‭ ‬الجامعي‭ ‬الذي‭ ‬يخدم‭ ‬الأجيال‭ ‬الصاعدة‭ ‬والطلاب‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود،‭ ‬فأسّسنا‭ ‬جامعة‭ ‬في‭ ‬السمقانية‭ ‬بالتعاون‭  ‬مع‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات،‭ ‬كانت‭ ‬بداية‭ ‬مشروع‭ ‬إستراتيجي‭ ‬سنقوم‭ ‬بتنفيذه،‭ ‬في‭ ‬حاصبيا‭ ‬وغيرها،‭ ‬لنلبي‭ ‬حاجات‭ ‬مئات‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬المحرومة‭.‬
 
-‭  ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬توصف‭ ‬القطاع‭ ‬التربوي؟
القطاع‭ ‬التربوي‭ ‬الرسمي‭ ‬تراجع‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية،‭ ‬وذلك‭ ‬لحساب‭ ‬القطاع‭ ‬التربوي‭ ‬الخاص‭  ‬وبالتالي‭ ‬يبقى‭ ‬الإعتماد‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية‭ ‬الخيرية‭ ‬مثل‭ ‬مؤسستنا‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬سد‭ ‬الفراغ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لطلاب‭ ‬طبقات‭ ‬المجتمع‭ ‬المحدودة‭ ‬الدخل‭ ‬لنيل‭ ‬حقهم‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬الصحيح‭ ‬والتربية‭ ‬السليمة‭.‬
 
-‭  ‬هل‭ ‬تتلقون‭ ‬هبات‭ ‬من‭ ‬الخارج؟
قليل‭ ‬جداً،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬محزن،‭ ‬فإذا‭ ‬نظرنا‭ ‬الى‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬نجد‭ ‬انه‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬بحر‭ ‬من‭ ‬الثروات‭ ‬والخيرات‭ ‬والموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الثروات‭ ‬تذهب‭ ‬الى‭ ‬جيوب‭ ‬أصحاب‭ ‬السلطة‭ ‬والنفوذ‭ ‬وينعمون‭ ‬بها‭ ‬لزيادة‭ ‬ثرواتهم‭ ‬دون‭ ‬الأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬إحتياجات‭ ‬شعوبهم‭. ‬وبالحديث‭ ‬عن‭ ‬مانتلقاه‭ ‬من‭ ‬هبات‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬أو‭ ‬الداخل،‭ ‬فلدينا‭ ‬شبكة‭ ‬علاقات‭ ‬قوية‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬والمؤسسات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الامريكية‭ ‬وفرنسا‭ ‬والصين‭ ‬واليابان‭ ‬والكويت‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬
وقد‭ ‬أقمنا‭ ‬علاقة‭ ‬مع‭ ‬ايران‭ ‬وكانوا‭ ‬قد‭ ‬تبرعوا‭ ‬بإنشاء‭ ‬مدرسة‭ ‬تابعة‭ ‬للمؤسسة،‭ ‬لكن‭ ‬العلاقة‭ ‬العملية‭ ‬لم‭ ‬تستمر‭ ‬انما‭ ‬العلاقة‭ ‬العامة‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬جيّدة،‭  ‬كذلك‭ ‬تواصلنا‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السفير‭  ‬أنذاك‭ ‬‮«‬‭ ‬علي‭ ‬الشاعر‮»‬‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬تجاوبهم‭ ‬كافياً‭. ‬أما‭ ‬الكويت‭ ‬فقد‭ ‬قدمت‭ ‬لنا‭ ‬مساعدات‭ ‬بدون‭ ‬مقابل‭  ‬وهم‭ ‬مشكورين‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬ولهم‭ ‬منا‭ ‬كل‭ ‬التقدير‭ ‬والمودة‭.‬
 
-‭  ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬تعاون‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مؤسستكم‭ ‬والمدارس‭ ‬الكاثوليكية؟
نعم‭ ‬هناك‭ ‬تعاون‭ ‬وثيق‭ ‬ودائم،‭ ‬فطلابنا‭ ‬يكملون‭ ‬دراستهم‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الكاثوليكية‭ ‬مثل‭ (‬NDU‭) ‬جامعة‭ ‬سيدة‭ ‬اللويزة،‭ ‬والحقيقة‭ ‬هناك‭ ‬تعايش‭ ‬وثيق‭ ‬وتاريخي‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الدروز‭ ‬والمسيحيين،‭ ‬وقد‭ ‬قدم‭ ‬الدروز‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭  ‬للمؤسسات‭ ‬الخيرية‭ ‬والدينية‭  ‬المسيحية‭ ‬في‭ ‬الجبل‭ ‬مثل‭ ‬أراضي‭ ‬للأديرة‭ ‬في‭ ‬الناعمة‭ ‬والشوف‭ ‬وغيرها‭ ‬ونحن‭ ‬نسعى‭ ‬دائماً‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬افضل‭ ‬العلاقات‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬الدرزي‭ ‬والمسيحي‭ ‬ونتطلع‭ ‬الى‭ ‬تعزيز‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الطائفتين‭ ‬لحماية‭ ‬وطننا‭ ‬لبنان‭.‬
 
-‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬نظرتك‭ ‬الى‭ ‬المستقبل؟‭ ‬هل‭ ‬أنت‭ ‬متفائل؟
حقيقة‭ ‬أتمنى‭ ‬ان‭ ‬تتغير‭ ‬نظرة‭ ‬المسيحيين‭ ‬وبخاصة‭ ‬الموارنة‭ ‬إلى‭ ‬دولتهم‭ ‬ودورهم‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬الواقعية،‭ ‬فنتيجة‭ ‬للتغيرات‭ ‬الديمغرافية‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬تناقص‭ ‬عدد‭ ‬إخواننا‭ ‬المسيحيين‭ ‬وأصبحوا‭ ‬أقليّة،‭ ‬لذا‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يدركوا‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فهناك‭  ‬خوف‭ ‬من‭ ‬مؤامرة‭ ‬على‭ ‬الوجود‭ ‬المسيحي‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬جهات‭ ‬تريد‭ ‬هجرة‭ ‬المسيحيين‭ ‬وهذا‭  ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬رفضه‭ ‬ومحاربته‭ ‬ويجب‭ ‬ان‭ ‬يتمسك‭ ‬المسيحيون‭ ‬بأرضهم‭ ‬وأرض‭ ‬أجدادهم‭.‬
 
-‭  ‬حديثك‭ ‬صريح‭ ‬و‭ ‬واقعي‭ ‬وخطير‭ ‬أيضاً؟
هذه‭ ‬هي‭ ‬قناعاتي‭ ‬،‭ ‬فللأسف‭ ‬أقولها‭ ‬بكل‭ ‬تجرّد‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيها‭.‬
 
-‭ ‬ختاماً‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬رسالتك‭ ‬الى‭ ‬أبناء‭ ‬وطنك؟
 
أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتلاحم‭ ‬اللبنانيون‭ ‬وأن‭ ‬يسعوا‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬وحدتهم‭ ‬الوطنية‭ ‬وتناسي‭ ‬خلافاتهم‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬خلافات‭ ‬الغير،‭ ‬وعلى‭ ‬أهل‭ ‬السياسة‭ ‬ان‭ ‬يفكروا‭ ‬بمصلحة‭ ‬وطنهم‭ ‬وشعبهم‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬لحماية‭ ‬لبنان‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬حوله،‭ ‬واتمنى‭ ‬لمجلتكم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار‭.‬

Back to Top